كلمة الأستاذ علاء شلبي
رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان
في افتتاح أشغال
الندوة الدولية حول التربية والتعليم في البلدان العربية
.. السياسات والمقاربات وتوجهات العمل
تونس ١٣ – ١٤ مايو/آيار ٢٠٢٢
السيدات والسادة الموقرين
باسمي واسم مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، يطيب لي أن أتوجه إليكم – كافة المشاركات والمشاركين – بوافر التحية والتقدير على انضمامكم اليوم – على مسافة قصيرة من اقتراب تجاوز الإنسانية لمحنة كوفيد ١٩ – لهذا الحدث المهم لمناقشة السبل التي تضع التعليم في صدارة جدول اهتمامات دول منطقتنا العربية، باعتبار التعليم هو المحور الأساسي الذي من شأنه أن يحقق غاياتنا المشتركة في الفكاك من أسر التخلف والتدهور والتفكك الذي نعيشه، والانطلاق نحو آفاق الرفاه والتقدم وإقامة مجتمع الكرامة والتحديث.
واسمحوا لي أن أعبر عن تقديري البالغ للاهتمام الواسع الذي يتجلى في المشاركة الموسعة للمؤسسات الرسمية والشعبية، الوطنية والعربية والدولية، بما يعكس تزايد الإيمان بنداءاتنا لكي يصبح الاستثمار في التعليم أولوية الأولويات لتحقيق التنمية المستدامة التي تتمحور حول الإنسان – محورا، وفاعلا أصليا فيها، وغاية لها.
وإذ أعبر عن التقدير للشركاء المنظمين لهذا الحدث المهم عربيا ودوليا، اسمحوا لي أن أعبر أيضا عن التقدير والتهنئة لزميلاتي وزملائي قيادات وطاقم المعهد العربي لحقوق الإنسان في عيد تأسيسه الثالث والثلاثين، وما تضمنته مسيرته من رصيد عظيم متنامي ومتميز من الاسهامات المتراكمة لإصلاح التعليم بصفة عامة، والنهوض بالتربية على حقوق الإنسان بصفة خاصة كمفتاح أساسي لنجاح جهود تطوير التعليم.
أختم بالتأكيد على ما خلص اليه تقرير فريق اليونسكو رفيع المستوى حول التعليم من أهمية وضع عقد اجتماعي جديد للتعليم، فلا مراء أن الجميع يتفقون على أن العقد الحالي، لا يفي بالحاجة، لأنه يفتقد لمقومات متعددة، تربوية ومعرفية، ولا يجسد مفهومنا عن التعليم باعتباره رافعة التنمية، كما أن مخرجات التعليم بوضعه الراهن لا ترتبط بحاجات سوق العمل بما يؤثر سلبا على تلبية الحق في الحياة الكريمة.
نحن بحاجة لعقد اجتماعي جديد يوفر القدرة على التعلم الذاتي المستمر، والاستفادة الشخصية المفتوحة عن مصادر المعرفة المتنوعة، عقد اجتماعي يتأسس على احترام اختلاف الهوية والثقافة واللغة، عقد ينبذ التمييز والتعصب والعداوة، عقد يضمن التكوين القيمي الايجابي، ويؤسس للشراكة بين مختلف أطراف العملية التعليمية، مع احترام التخصص.
أطيب التمنيات بمناقشات مثمرة.
* * *
الشركاء المنظمون:
. المعهد العربي لحقوق الإنسان
. وزارة التربية بالجمهورية التونسية
. المنظمة العربية لحقوق الإنسان
. اتحاد المحامين العرب
. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
. منظمة اليونسكو
. الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية للتنمية
. الاتحاد التونسي العام للشغل