القاهرة في ١٩ مايو/أيار ٢٠٢٠
اليمن
المنظمة تحذر من فتح جبهة قتال جديدة في جنوبي اليمن
.. وتدعو لتفعيل اتفاق الرياض ومراعاة مصالح السكان
تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق قلقها إزاء الحشود العسكرية الجارية في محافظات جنوب البلاد بين قوات الجيش اليمني وقوات “المجلس الانتقالي الجنوبي”، والتي من شأنها أن تقود البلاد إلى مخاطر لا يمكن توقعها.
وكانت الحكومة الشرعية في اليمن قد وقعت اتفاقا في العاصمة السعودية الرياض في شهر نوفمبر الماضي بهدف التوصل لتسوية سياسية مع المجلس الانتقالي الجنوبي يتم من خلالها إعادة تشكيل الحكومة والحد من مخاوف المجلس الجنوبي من هيمنة تنظيم “الإصلاح” على المواقع السياسية والعسكرية في ظل التجارب السابقة ابان حكم الرئيس الراحل “علي عبد الله صالح”.
وكانت مناوشات قد جرت بين الطرفين قبل توقيع الاتفاق، وخاصة في مدينة عدن التي باتت العاصمة السياسية المؤقتة في ظل سيطرة تمرد ميليشيا “الحوثي” على العاصمة صنعاء وجزء كبير من المناطق الشمالية.
وقد أدت التوترات بين الطرفين لتقويض البنية الخدماتية الهشة في عدن بصفة خاصة، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية في البلاد منذ تمرد ميليشيا “الحوثي” في سبتمبر/أيلول ٢٠١٤، وبات ٨٠ بالمائة من السكان بحاجة ماسة للمساعدة، بالإضافة لنحو ٣ ملايين نازح داخل البلاد ومليوني فار خارج البلاد، مع تفاقم المخاوف المحلية والعالمية من مخاطر جائحة كورونا على الوضع في البلاد التي تعد بين آخر دول العالم في توافر الخدمات الأساسية بما فيها الخدمات الصحية.
وفشلت السلطات الدولية في التوصل لاتفاقات تسوية مستدامة بين الأطراف المتصارعة في البلاد، حيث يكاد اتفاق الرياض أن يلحق باتفاقات ستوكهولم التي وقعتها الحكومة مع ميليشيا “الحوثي” تحت ضغط دولي وخليجي.
ويعاني معسكر الحكومة الشرعية السياسي والعسكري من تصدعات سياسية متنوعة، وفشلت الحكومة في احتواء الصراعات القائمة بين أطرافها في انعكاس لتفاوت المواقف بين أطراف التحالف العربي الذي يدعم الحكومة الشرعية.
قوض الصراع الجاري في اليمن من مجمل حقوق الانسان، وتورطت كافة الأطراف في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب، وفي ظل غياب إجراءات تحقيق جادة ومهنية، يبقى مرتكبو الانتهاكات بمعزل عن المساءلة والمحاسبة، ويتواصل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان.
وتناشد المنظنة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي التحلي بضبط النفس وإعلاء مصالح المواطنين، وتحذر من مغبة القتال الذي سيؤدي حتما لاهدار كل فرص استعادة السلم والاستقرار في البلاد.
* * *