القاهرة في 26 نوفمبر/تشرين ثان 2020
المنظمة تنعي السيد الصادق المهدي
شلبي : مناضل صلب ومسيرته لخصت نضال السودان المعاصر
ببالغ الحزن والأسى، تلقت المنظمة نبأ وفاة الزعيم السوداني الكبير السيد “الصادق المهدي” والذي وافته المنية مساء أمس متأثراً بإصابته بفيروس “كوفيد – 19″، وهو النبأ الذي أصاب الشعب السوداني ومحبيه وأصدقائه عبر العالم بالفاجعة والألم.
كان الراحل الكبير من أبرز الزعماء الوطنيين في السودان الذين خاضوا غمار نضالات متعددة للنهوض بالبلاد نحو الديمقراطية والتنمية والعلم والتحديث من خلال قيادته لحزب الأمة وإمام للأنصار، ونال ثقة الشعب السوداني لقيادة المسيرة مرتين رئيساً للوزراء في حقبة الستينيات، وفي حقبة الثمانينيات حيث قاد الحكومة الائتلافية المنتخبة ديمقراطياً بعد الثورة على نظام “جعفر النميري”، إلى أن أطاح بحكومته انقلاب “البشير – الترابي” في العام 1989 وقوض المسيرة الديمقراطية.
وطوال حكم “عمر البشير” قاد الصادق المهدي المعارضة السلمية في البلاد، ورغم خلافه مع نظام “البشير”، فقد سعى جاهداً مع رفاقه الديمقراطيين في دعم التسويات السلمية للنزاعات في الجنوب والشرق وفي دارفور غربي البلاد لحماية الوحدة الوطنية وجغرافيا البلاد ما استطاع.
واستمر يدفع ثمناً باهظاً لنضاله الصلب، سواء من خلال العيش لفترات غير قصيرة في المنافي، أو من خلال الاعتقال في سجون بلاده، ومن أبرزها اعتقاله في صيف العام 2014 لنحو الشهر، والتي خاضت فيها المنظمة واحدة من كبريات معاركها مع نظام “عمر البشير” عبر مختلف المحافل العربية والدولية، وكانت هذه الحملة سبباً في ردود فعل انتقامية لنحو أربعة سنوات، شملت التضييق على أعضاء المنظمة واعتقال أبرز قياديها وفي مقدمتهم الراحلين الدكتور “أمين مكي مدني” والأستاذ “فاروق أبو عيسى” في العام 2017.
ولم تمهله الأقدار، حيث وافته المنية بعد أقل من سنتين من انطلاق ثورة ديسمبر 2019 الهادرة، والتي ترفع فيها عن الخلافات وحرص على الدفع قدماً بتحقيق التوافق الوطني الضروري لانتقال البلاد بصورة سلمية نحو إرساء النظام الديمقراطي التعددي وإنهاء الانقسامات والصراعات الأهلية.
كان الراحل الكبير مفكراً عربياً وإسلامياً بارزاً، ولطالما كان في طليعة نخبة التحديث والإصلاح الفكري في الوطن العربي، وشارك في العشرات من المحافل والتنظيمات العربية والإسلامية.
وبشجاعة نادرة، استضاف الراحل الكبير الجمعية العمومية الأولى للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في العام 1987 في الخرطوم بعد أن سُدت في وجهها الأبواب، وانتمى إلى عضوية المنظمة وشارك في العشرات من محافلها وأنشطتها الرئيسية عربياً وعالمياً، وشريكاً في وضع رؤاها لإصلاح أوضاع حقوق الإنسان في السودان وغيره من البلدان العربية.
وقال “علاء شلبي” رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن مسيرة السيد “الصادق المهدي” المناضل العظيم تلخص مسيرة البلاد النضالية في وجه القمع والديكتاتورية وميراث التمييز واللاعدالة، ونحن نُوقن بأن أسمى تقدير لميراث السيد “الصادق المهدي” يتجسد في استمرار نجاح القوى الوطنية السودانية في الانتقال بصورة صحية نحو الديمقراطية والمواطنة والتنمية، وهو ما سوف يشمله برنامج زيارة مرتقبة لوفد رفيع المستوى من المنظمة إلى السودان خلال الأسابيع المقبلة.
وإذ تتقدم المنظمة بتعازيها لأسرته وأعضاء حزب الأمة السوداني والأنصار وعموم الشعب السوداني ورفاقه ومحبيه، فإننا ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته.
* * *
روابط ذات صلة:
http://aohr.net/portal/?cat=105
http://aohr.net/portal/?p=4932
http://aohr.net/portal/?cat=96
صدر مؤخراً:
ليبيا http://aohr.net/portal/?p=12318
مصر http://aohr.net/portal/?p=12379
فلسطين http://aohr.net/portal/?p=12360
المغرب http://aohr.net/portal/?p=12374
الجزائر http://aohr.net/portal/?p=12334